الصبر على الأذى عنوان النبوة

وهنا نكتفي بذكر أمثلة تكون لدينا فكرة حول المسألة . هاهي كلمة تصدر من أفواه أعدائه لما اشتعلت جذور غضبهم وأخذوا ينتهزون كل فرصة لايذائه لما اجتمعوا في حرم الكعبة واستحث بعضهم بعضا قائلا : لم نصبر أبدا على أحد مثل ما صبرنا على هذا الرجل . وفي هذه الآونة أقبل الرسول صلى الله عليه وسلم وأخذ يطوف بالكعبة فوثبوا عليه وثبة رجل واحد وأحاطوا به يقولون : أأنت الذي قلت كذا وكذا في آلهتنا وآبائنا ؟
فأجاب بكل هدوء ورزانة : نعم أنا الذي أقول ذلك . فارتمى عليه أحدهم وأخذ يجمع ردائه محاولا قتله خنقا فقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه دونه وهو يبكي ويقول : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟ وانتشل الرسول صلى الله عليه وسلم من يدي الرجل وهاهو ذا يعود للكعبة للصلاة غير مبال بما أصابه سابقا .
وذهب بأمر أبي جهل يبحث عن أمعاء شاة فأتى بأمعاء دابة مضى على ذبحها أيام كثيرة ثم ترقب الرسول صلى الله عليه وسلم يسجد في صلاته آنذاك رمى بها على عنقه وأكتافه فانتفض القوم ضاحكين حتى انقلبوا على قفاهم تتخبط أجسامهم . أما الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يظهر عليه أي أثر لتلك الاهانة الشنيعة وظل يزاول عبادته ولم يخلصه من تلك القاذورات الا ابنته فاطمة التي أقبلت بعد ذلك بقليل وجعلت تسب هؤلاء الطغاة الذين لايردهم أي وازع من شرف أو قرابة عن فعلة شنيعة مثل هذه . واذا ذكرنا أبا جهل وسلوكه المشين تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم فلنذكر أحد أعمامه . كان الرسول عليه الصلاة والسلام يوما يعظ جماعة من أهل مكة على الصفا واذا بأبي لهب يقاطعه في صفاقة وسماجة قائلا : تبا لك سائر هذا اليوم ألهذا جمعتنا ؟
فأجاب الوحي : (( تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد )) وذاعت هذه السورة سريعا فزادت أبا لهب غيضا على غيض . أما زوجته أم جميل فقد كان الغيظ يمزق صدرها تمزيقا ومنذ ذلك اليوم وهذان الزوجان لايتراجعان أمام أقبح الأفعال فراحا يوميا كل صباح يرميان بأكوام القاذورات على بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وأمامه وكان جارهما .
والجمهرة العظمى من هؤلاء المتعصبين الطغاة متحمسة بهم يصدون الرسول صلى الله عليه وسلم . وأصبح الأطفال والرجال الذين لاضمائر لهم يلاحقونه في الشوارع ولكنه تحمل الأذى غير مبال . وماذا يضر من السخرية ؟ انها دخان في الهواء لم يكن ليهتم حتى ولا بمعرفة من هم مصدر هذا الأذى . لم يكن يهمه الا أمر الذي يأمل في اعتناق الاسلام .
انتشار رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم بسرعة دليل على نبوته وصدق رسالته . لقد انتشرت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم في العالم العربي في أقل من ثلاثين سنة وفي بقاع العالم من المحيط الأطلسي غربا الى جدار الصين شرقا في أقل من قرن واحد . ومرد ذلك أن الشريعة السمحة لم تجبر أحدا على الدخول في الدين كما هو شأن الأمم العالية في الغابر من الأزمان . بل كانوا يطرحون بين أيديهم تعاليم الاسلام كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تاركين لهم الخيار يخالطونهم ويعاملونهم بما تقضي به سماحة الدين وأخلاقه الفاضلة . أضف الى ذلك معاملتهم للمغلوبين بالعطف واللين معتبرين هذا خلقا فاضلا

بسم الله والصلاة على رسول الله


شكرا جزيلا لك سلمت اناملك العطرة

وجزيت على هده الكلمات جنة البررة

بحوار السفرة الكرام البررة


تقبلي مروري السريع

وفي انتظار جديد ابداعاتك

لـــــــــــــــــــــــــــكي مني اسمى عبارات الود والتقدير

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]